هل المصريون مصابون بانفصام الشخصيه ؟؟

هل
المصريون مصابون بانفصام الشخصيه ؟

أربكنى
كثيراً ما قراته عن وزير التعليم الجديد فى مصر الدكتور أحمد زكي بدر ، حيث دأبت
الصحف والمواقع على تناول زياراته المفاجئة للمدراس ومفاجئته للمعلمين والمديري
المدارس على حدٍ سواء ، بل وتعدى الأمر حد صدمة المفاجأه إلى غاية توقيع العقوبه
الشديده على المدرسين الذين وجد مخالفات فى مدارسهم لعل أبرز تلكـ القرارات هو
قراره بمعاقبة ناظر مدرسة الخلفاء الراشدين و98 مدرس وموظف بتلك المدرسه بالنقل من
إدارة حلوان التعليميه التابعه لها المدرسه إلى إدارة أطفيح التعليميه التابعه لمحافظة
6 أكتوبر، وكلنا فى مصر يعلم ما هو معنى إنتقال المرء من مكان عمله بعد ترتيب
حياته بشكل معين .. وفى صورة أخرى من صور
تفشي الواسطه فى مصر والتى أصبحت تهيمن على كل شئ ، حتى أنها تمارس علنياً وبين
الوزراء بعضهم البعض ، فقد توسط الوزير سيد مشعل بصفته عضو مجلس الشعب عن دائرة
حلوان لإنهاء الأزمه وفكـ الاشتباكـ بين الوزير والمعلمين ، ولا أدري هل ما قام به
الوزير سيد مشعل عمل طيب ومحمود أم انه إجراء خاطئ كونه يساعد على تدعيم موقف
المخطئ .

وجه
التناقض فى هذه الحادثه المنفرده هنا هو ما دعانى للتأمل فيما يحدث في بلدنا التى
نتابع أخبارها ثانية بثانية حتى وإن فارقناها بأجسادنا ، إلا أن قلوبنا تظل معلقة
بها

والموقف
يفرض علينا تساؤلات كثيره جداً لعل أول هذه التساؤلات هو هل ما فعله السيد الوزير
صحيحاً أم أنه أخطأ فى التصرف

ماذا
فعل الوزير غير أنه تفقد أحوال إحدى المؤسسات التابعه له والتى يفترض أنه المسئول
الأول عنها وعن جودة إنتاجها أو فشل مسيرتها ، فهو رأس المؤسسة التعليميه فى مصر

وما أن
فعل الرجل ذلكـ وما أن قام بمعاقبة المقصرين إلا وفتحت عليه أبواب جهنم الصحفيه ،
حتى التعليقات التى تأتى فى نهاية كل خبر عنه تأتى مليئه بالإنتقاض للرجل وكأنه هو
من أخطأ فتارة يوصف بانه يرغب فى الحصول على الشو الإعلامي ، وتارة يوصف بأنه
يمارس دوراً بوليسياً وأنه غير مطالب بالتفتيش بنفسه ... إلخ ، والمشكله أن هناكـ
أقلاماً صحفيه يفترض أنها محسوبه على المعارضه قد انتقدت الرجل بطريقه فظه لأبعد
الحدود كمثل ما هو موجود على الرابط التالي:

http://dostor.org/authors/11/50/10/april/3/11802

نتذكر
كلنا قصة جحا وإبنه وحمارهما ، حين أراد أن يثبت لابنه أنه من الصعب جداً إرضاء
الناس

فركب
جحا الحمار وجعل ابنه يسير بجواره فاتهم الناس جحا بعدم الرحمه بابنه الصغير حيث
يسير ويتركه ماشياً ، وحين ركب الولد الحمار وسار جحا بجانبه اتهم الناس جحا بأنه
أساء تربية ابنه حيث يركب الولد الصغير ويتركـ أبه المسن ماشياً على قدميه فاتهمو
الولد بعقوق والده ، فركبا سوياً – جحا
وابنه – فاتهمهم الناس بالقسوه وظلم الحمار ، فسارا سوياً على

قدميهما وتركا
الحمار فاتهمهم الناس بالحماقة وعدم الحكمه إذ كيف يسيرون ولديهم ما يكفيهم مشقة
السير

ولم
يبق إلا أن يحمل جحا الحمار على كتفه ، فاتهمهم الناس بالجنون

هكذا
حالنا فى مصر .. إن اجتهد أحدهم اتهم بأنه (غاوي شو وتلميع) ، وإن سار على درب من
كان قبله اتهمناه بأنه غير مبدع ولا يستطيع أن يغير أو يأتى بجديد ، وإن حاول
التجديد إتهمناه بأنه جاء ليهدم قواعد وأسس أرساها من كان قبله بعد دراسات
ومجهودات ومصروفات

إن
تفقد الوزير لحالة المدارس ليس خطأً – هذا من وجهة نظرى الشخصيه على الأقل ، فهى
فرصه مناسبة للوقوف على حالة العملية التعليميه ومعرفة نواقصها بصدق ودون تقارير
مزيفه مكتوبه على ورق الورد بعنوان رئيسي وهو(كله تمام يا افندم) وبناءً على
توجيهات سيادتكـ ، وبفضل رؤيتكـ الثاقبه يا صاحب البصيره النافذه !!

ألسنا
نشكو دائماً من أن الساده المسئولين فى معزل عن مشاكل الناس وهمومهم وأنهم لا
يؤدون عملهم بالشكل المرضي ، وحين يظهر من ينزل الشارع ويتفقد أحوال ما هو مسئول
عنه نتهمه بممارسة أدواراً بوليسيه بل أن هناك من اتهم الوزير بخروجه عن القانون
وأن قراراته قرارات إعلاميه وإعلانيه وليس قرارات تربويه

بصراحه
.. الحالة العامه لمصر هي تخبط وعدم إستقرار على جميع المستويات

أشكركم
إخوتى وأخواتنى الكرام

طرح رائع ومشوق
وفعلا اصبحنا مصابون بالانفصام الشخصى والاخلاقى
فبدلا من شكر الوزير والوقوف بجانبه
فى تصحيح الاوضاع
اصبحنا نرغب دائما فى قلب الاوضاع
ونراها اجمل وهى سيئه
حتى نستطيع ان نقول اننا مقهورون
والحكام واصحاب السلطات هم من فعلوت بنا هكذا
مروض القلم
رائع طرحك تقبل مرورى